نشر في 14 أبريل عام 2021
التوحد ويعرف أيضاً باسم اضطراب طيف التوحد هو حالة مرضية يعاني فيها الطفل من صعوبة في تأدية المهارات الاجتماعية مثل التحدث والتواصل غير اللفظي، كما يتضمن أنماطاً متكررة من السلوك. وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض، تصاب جميع المجموعات العرقية والاجتماعية الاقتصادية باضطراب التوحد على الرغم من أنه أكثر شيوعًا بين الأولاد بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف مقارنةً بالفتيات.
بما أن التوحد اضطراب طيفي يشمل أنواعاً فرعية كثيرة، فإن كل طفل يعاني من أعراض وتحديات فريدة يحددها الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية. يحتاج بعض الأطفال إلى الكثير من المساعدة والدعم بينما يمكن للبعض الآخر تعلم عيش حياة مستقلة. إليك 6 طرق حول كيفية مساعدة الآباء لأطفالهم المصابين بمرض التوحد:
- خلق روتين يومي منظم: الأطفال المصابون بالتوحد يبلون بلاءً حسناً عند شعورهم بالألفة ويعانون عند وقوع أحداث مفاجئة. اعمل يداً بيد مع طفلك لوضع جدول يشمل أوقاتاً منتظمة للمذاكرة واستراحات لتناول الأطعمة الخفيفة وممارسة الأنشطة البدنية. احرص على إشراك طفلك في وضع الجدول عن طريق طرح أسئلة عليه مثل: “هل تفضل أخذ قيلولة أم اللعب بالمكعبات بعد تناول الغداء؟” عندما يشترك الأطفال بقدر أكبر في تخطيط الجدول، يزيد شعورهم بالقدرة على السيطرة على الموقف، كما يصبحون أكثر التزاماً بالروتين.
- الحرص على التواصل مع طفلك:على الرغم من أن الأطفال المصابين بطيف التوحد يواجهون مشكلات في التفاعل الاجتماعي، فإن عدم إدماجهم في أنماط الحياة الاجتماعية مثل المدرسة واللعب مع الأطفال الآخرين قد يؤثر بالسلب على حياة الطفل. في الواقع، تماماً مثل أي طفل آخر، يستمتع معظم الأطفال المصابين بالتوحد بالتفاعل الاجتماعي. يجب أن يبحث الآباء عن طرق تتيح لأطفالهم التفاعل مع الأطفال الآخرين سواء أكانت عن طريق تنظيم وقت اللعب مع الأطفال الآخرين أو باستخدام منصات افتراضية للتواصل معهم.
- تكوين شبكة دعم واسعة:يتطلب الأمر اتباع نهج جماعي لرعاية الأطفال المصابين بالتوحد. الاستمرار والانتظام في التواصل مع مدرسي طفلك وأطبائه ومساعديه قد يُحسِّن قدرته على التعلم ويساعد الآباء في إيجاد طرق للحد من تفاقم القلق الاجتماعي. ربما تكون الأسرة الممتدة أو الأصدقاء المقربون قادرين على مساعدة الأطفال في اكتساب مهارات الحياة المهمة مثل الطهي واختيار الملابس المناسبة بناءً على أحوال الطقس والقيام بالأعمال المنزلية البسيطة.
- الحد من وقت استخدام الشاشات:قول ذلك أسهل من تنفيذه في ظل عالم أصبح رقمياً على نحو متزايد. ولكن قضاء الأطفال المصابين بالتوحد الكثير من الوقت أمام الشاشات قد يسبب مشكلات مثل صعوبة النوم وزيادة الانفعال وفرط النشاط. مع الأخذ في الاعتبار أن الأطفال سيحتاجون إلى قضاء بعض الوقت على الإنترنت للقيام بالأنشطة الدراسية، فيجب أن يخصص الآباء وقتاً محدداً يقضيه الأطفال أمام الشاشات من أجل الترفيه.
- اكتشاف فرص جديدة للعلاج:يقدم العديد من الأطباء المحترفين مثل المعالجين السلوكيين وأخصائيي أمراض النطق والتخاطب العلاج الافتراضي الذي يشمل برامج تدريب للآباء توفر لهم الأدوات والمهارات الضرورية لعلاج حالة أطفالهم بشكل مناسب. تختلف فاعلية الطرق العلاجية بناءً على حالة الطفل. وفيما يتعلق بالأطفال الذين يعانون من أعراض متزايدة، يكون الاختيار الأفضل هو استخدام الخدمات الشخصية للحفاظ على مهارات الحياة وتحسينها.
- الرعاية الذاتية للوالدين:قد يشكل إرهاق مقدم الرعاية مشكلة لدى آباء الأطفال الذين يعانون من التوحد. يرجع السبب في ذلك إلى تحمُّل الآباء العبء المتزايد المتمثل في القيام بالأعمال المنزلية والتوتر المتعلق بالعمل ورعاية أطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصة. الأطفال المصابون بالتوحد أكثر تأثراً بالتوتر وذلك قد يعيق نموهم وتطورهم. يجب أن يشترك الآباء في أنشطة تساعدهم في الحفاظ على حماسهم وترفع مستويات الطاقة لديهم. يشمل ذلك الاعتناء بصحتهم عن طريق ممارسة الرياضة بشكل منتظم وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة واتباع نظام غذائي صحي والحصول على ساعات نوم كافية.
قد يحسن التدخل المبكر من القدرة على التعلم ومهارات التواصل لدى الطفل المصاب بالتوحد تحسناً كبيراً. إذا لاحظت ظهور أعراض التوحد على طفلك، نشجعك على زيارة المتخصصين لدينا للحصول على تشخيص دقيق وعلاج فعَّال. في المركز الأمريكي النفسي والعصبي، نسعى إلى توفير تجربة إيجابية بشكل دائم لكل مريض لدينا وبناء علاقات قوية للعمل معاً على العلاج والمعافاة للتمتع بأفضل صحة. لمعرفة المزيد حول كيفية مساعدتنا لطفلك، يُرجى الاتصال على: 800 ACPN (2276).
د. ثاقب لطيف
استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين
قائد فريق الطب السريري - خدمات رعاية الأطفال
أبوظبي