كيف تؤثر الصحة العقلية على الصحة الجسدية؟

نشر في 18 أبريل عام 2021

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تعرف الصحة بأنها سلامة الحالة الجسدية والعقلية والاجتماعية الكاملة. يشير التعريف إلى العلاقة القوية بين الصحة الجسدية والصحة العقلية.

الأمراض العقلية هي حالة شائعة تؤثر على واحدٍ من بين خمسة بالغين. تشمل الأمراض العقلية عدداً كبيراً من الحالات بدءاً من الاضطرابات المزاجية، وصولاً إلى الحالات التي تؤثر على التفكير والسلوك. تشمل الأمراض العقلية الشائعة حالات الاكتئاب والقلق والاضطراب الثنائي القطب واضطرابات الأكل والسلوكيات الإدمانية.

قد يؤثر ضعف الصحة العقلية على القدرة أو الرغبة في الاعتناء بالجسم. مما قد يؤدي إلى مشكلات أخرى مثل ضعف جهاز المناعة وأمراض القلب ومرض السكري والسمنة وأمراض الجهاز الهضمي وكثير من الحالات الأخرى التي قد ينتج عنها تدني جودة الحياة و/أو الوفاة المبكرة. يشير ذلك الدليل العلمي إلى أن الاكتئاب (حالة شائعة جداً) قد ينتج عنه الحرمان من النوم والإرهاق المزمن وفقدان الشهية وسوء التغذية وزيادة الأوجاع والآلام.

من جهةٍ أخرى، قد يؤثر أيضاً ضعف الصحة الجسدية تأثيراً سلبياً على الصحة العقلية. تزيد أنماط الحياة القليلة الحركة والتي تتضمن الجلوس على مكتب لأكثر من ثماني ساعات يومياً من خطر الإصابة بالحالات المرضية المشتركة مثل السمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى مشكلات في الرؤية وزيادة الشعور بالتعب والاكتئاب وضباب الدماغ وغيرها من مشكلات الصحة العقلية الأخرى.

وبذلك يتضح مدى الترابط القوي بين الصحة العقلية والجسدية وأن تحسين صحتك وعافيتك بشكل عام يتطلب العناية بكلتيهما. إليك بعض الأفكار لخلق علاقة صحية بين عقلك وجسدك:

التعامل مع التوتر بفاعلية: يرى معظم الأشخاص أن التوتر جزء من الحياة العصرية لا مفر منه. تشمل إستراتيجيات المواجهة للتخفيف من حدة التوتر في حياتك اليومية جدولة مهامك وأنشطتك اليومية بشكل صحيح ووضع أهداف واقعية حتى لا تحمِّل نفسك قدراً كبيراً من الضغوط إضافةً إلى محاولة اتباع أساليب الاسترخاء مثل التنفس العميق أو ممارسة تمارين اليوجا وقضاء وقتك بصحبة أصدقائك المقربين وأفراد عائلتك.

ممارسة التمارين الرياضية يومياً: قضاء نصف ساعة تقريباً في ممارسة التمارين المتوسطة الشدة التي تشمل مجموعة من التمارين الهوائية مثل الهرولة أو المشي السريع وتمارين بناء العضلات مثل تدريبات القوة ورفع الأثقال وتمارين المرونة، لن يمنحك مزيداً من الطاقة والقوة فحسب، بل سيمنحك كذلك صفاء الذهن والتركيز لإكمال مهامك اليومية.

الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة: يحتاج معظم الأشخاص في أي مكان من سبع إلى تسع ساعات من النوم ليكونوا قادرين على تأدية مهامهم على أعلى مستوى جسدياً وعقلياً. الحصول على أقل من ست ساعات من النوم لمدة يومين متتاليين قد يقلل من قدرتك على التركيز ويضعف مناعتك ويزيد من سرعة الانفعال. عندما تحصل على قدرٍ كافٍ من الراحة، تتمكن من إتمام مهامك بفاعلية أكثر وتكون أقل عرضة لارتكاب الأخطاء. إذا كنت تجد صعوبة في النوم أثناء الليل، فحاول ممارسة روتين نوم صحي عن طريق تجنب تناول الكافيين في المساء وتجنب استخدام الشاشات قبل ساعة من ميعاد نومك، والخلود إلى النوم في الوقت نفسه كل يوم.

التغذية السليمة: تجنب تناول الأطعمة المصنعة التي تحتوي على السعرات الحرارية الفارغة وتخلو من القيمة الغذائية. سيتضمن النظام الغذائي المتوازن تناول كميات مناسبة من البروتينات والكربوهيدرات والدهون وكذلك الكثير من الفواكه والخضراوات الطازجة. يجب أيضاً تجنب تخطِّي وجبات الطعام واتباع حمية غذائية قاسية؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الطاقة في الجسم، وكذلك تجنب تناول وجبات خفيفة غير صحية. توفر التغذية السليمة الطاقة اللازمة لتحسين القدرات الجسدية والعقلية

طلب المساعدة المهنية: يجد البعض صعوبة في مناقشة مشكلاتهم النفسية مع أصدقائهم وعائلاتهم ولكن يجب ألا يمنعهم ذلك من طلب المساعدة من المتخصصين في رعاية الصحة العقلية. حتى إذا كانوا قادرين على مناقشة مشكلاتهم النفسية مع مَنْ حولهم، فما زال باستطاعتهم الاستفادة من التحدث إلى مهني الصحة العقلية. كلما تم تقييم الحالة وتشخيصها ومعالجتها مبكراً، كانت فرص الحصول على نتائج إيجابية أفضل.

إذا كنت أنت أو أحباؤك يعانون من أعراض قد تدل على تدهور الصحة العقلية، يُرجى زيارة أخصائيي الصحة العقلية في المركز الأمريكي النفسي والعصبي للخضوع إلى تقييم دقيق والحصول على توصيات علاجية شخصية. لحجز المواعيد أو الرد على الاستفسارات، يُرجى الاتصال على: 800 ACPN (2276).